إيلون ماسك: سيكون التفاعل مع الذكاء الاصطناعي بمثابة زيارة من قبل مخلوقات فضائية فائقة الذكاء
سيشكل الذكاء الاصطناعي عوناً للبشرية وخطراً يتهددها على حد سواء، وفقاً لإيلون ماسك، رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا والفضاء، الذي يقول بأن إجراء نقاش مع آلة تتمتع بذكاء اصطناعي في المستقبل سيكون بمثابة "زيارة من قبل مخلوقات فضائية فائقة الذكاء".
وقال المؤسس المشارك لـ"تيسلا" و"سبيس إكس" عند سؤاله عما إذا كان الذكاء الاصطناعي يشكل خطراً أو منفعةً للبشرية خلال جلسة مباشرة في القمة العالمية للحكومات في فبراير 2017: "أعتقد أنه ينطوي على كلا الأمرين على حد سواء، وتتمثل إحدى الطرق التي نفكر بها في الأمر في أن نتصور بأنه ستتم زيارتنا من قبل كائناتٍ فضائية فائقة الذكاء، خلال 10 أو 20 عاماً كحد أقصى".
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي والآلات ذاتية الحركة "ستتطور بشكل كبير. وأعتقد أن هذا سيحدث خلال 10 أعوام على الأرجح، وسيصبح تصنيع سياراتٍ غير ذاتية القيادة بالكامل أمراً غير معتاد".
لكن ماسك عاد ليجيب على السؤال المعقّد المتعلق بقدرة الذكاء الاصطناعي على إلحاق الضرر وتحقيق الفائدة على حد سواء، عندما تم سؤاله عن النصيحة التي يودّ توجيهها لممثلي الحكومات البالغ عددها 139 حكومةً حاضرة في القمة، حيث قال: "أعتقد أن أول نصيحة أود توجيهها تتمثل بإيلاء اهتمامٍ وثيق لتطوير الذكاء الاصطناعي".
وحذر ماسك سابقاً من المخاطر المحتملة الناتجة عن تطوير الآلات التي تتمتع بذكاء مماثل للبشر – أو أكثر. وفي عام 2015، وقّع ماسك مع العالم ستيفن هوكينج وخبراءٍ في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي، رسالةً تحذر من مغبّة عدم توخي الحذر في تطوير التكنولوجيا، الأمر الذي قد يؤدي إلى نهاية البشرية.
ونصت الرسالة على ما يلي: "تعد الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي هائلةً، لأن كل ما تقدمه الحضارة لنا هو نتاج الذكاء البشري؛ ولا يمكننا أن نتنبأ بما قد نتوصل إليه عندما يتعاظم هذا الذكاء بسبب الأدوات التي قد يوفرها الذكاء الاصطناعي، حيث قد لا يعد القضاء على المرض والفقر أمراً مستعصياً. ونتيجةً للإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي، فمن الأهمية بمكان أن يتم البحث بكيفية حصد ثمارها مع تفادي مخاطرها المحتملة في الوقت ذاته".
وأثناء الحوار المباشر في دبي، الذي ترأسه معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، رئيس مجلس إدارة القمة العالمية للحكومات، قال ماسك أيضاً إنه كان قلقاً إزاء نوع مختلف من أنواع الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي ستصبح فيه الآلات ذاتية الحركة كالسيارات أكثر انتشاراً. وأضاف: "لا أعني الذكاء الاصطناعي المحدود، كالإدارة الذاتية للمركبات، والذي يحاول أن يؤدي وظيفة معينة على نطاق محدود، بل الذكاء الاصطناعي العميق أو ما يدعى في بعض الأحيان بالذكاء الاصطناعي العام، حيث يمكن أن يوجد ذكاء اصطناعي أذكى بكثير من أذكى إنسان موجود على الأرض. وأعتقد أن هذا الوضع خطير".
المصدر: شوترستوك"
وناقش ماسك ومعاليه أيضاً مخاطر ما يعرف أحياناً باسم نظرية "فرانكنشتاين" لتطوير الذكاء الاصطناعي.
وقال ماسك: "يتعين علينا أن نكون حذرين للغاية بشأن كيفية اعتمادنا للذكاء الاصطناعي، وأن نتأكد من ألّا ينقاد الباحثون كثيراً وراء ما يقومون به، لأن ما يحدث أحياناً هو أن العلماء قد يتعمّقون للغاية في عملهم بحيث لا يدركون بالضرورة المضاعفات الناتجة عما يقومون به".
"لذا أعتقد أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للسلامة العامة أن تراقب الحكومات الذكاء الاصطناعي عن كثب وأن تتأكد من أنه لا يشكل خطراً على العامة".
وفي لحظةٍ طريفة، سُئل ماسك عما إذا كان يعتقد بأنه ستتم زيارتنا من قبل المخلوقات الفضائية خلال 20 عاماً، وأجاب قائلاً: "حسناً، سيكون الذكاء الاصطناعي مماثلاً للكائنات الفضائية".
ولكن عند التشديد على موضوع المخلوقات الفضائية، قال رائد الأعمال الذي يحاول تطوير رحلات فضائية تجارية بواسطة شركته "سبيس إكس": "أعتقد أن هذا أحد أكبر الأسئلة المطروحة في مجال الفيزياء والفلسفة. أين هي المخلوقات الفضائية؟ ربما كانت بيننا، أنا لا أدري".
وأضاف: "يعتقد بعض الناس أنني كائن فضائي، وهذا غير صحيح".
كما وجّه إليه السؤال أيضاً عن تصريح نُسِب له قال فيه أنه يود الموت على كوكب المريخ.
وأجاب: "للتوضيح، لا أود الموت على كوكب المريخ، ولكن لو كنا جميعنا سنموت يوماً ما، وبحال كان بإمكانك أن تختار مكاناً لتموت فيه، فلم لا يكون المريخ هو هذا المكان؟".
"وإن ولدنا على الأرض، فلم لا نموت على المريخ؟ يبدو ذلك مثيراً للغاية".