دروس آسيوية في الاستعداد لتحديات المستقبل
- دول قارة آسيا ستكون سباقة في سرعة تعافي اقتصاداتها من تبعات الجائحة
- قطاعات السياحة والسفر والضيافة في آسيا ستشهد انتعاشاً خلال الأشهر المقبلة
- عولمة الخدمات من أبرز القطاعات التي يمكن للحكومات الاستثمار فيها مستقبلاً
وتطرق نيليكاني خلال حديثه في جلسة "المستقبل من منظور آسيوي: 2021 وما بعده" التي حاوره فيها سمير ساران رئيس مؤسسة أوبزيرفر للبحوث، إلى مجموعة من العوامل المهمة التي تساعد الدول الآسيوية على تحقيق إنجازات ملموسة في مواجهة جائحة "كوفيد-19" واستعادة عافيتها الاقتصادية وتعزيز دورها في انتعاش الاقتصادي العالمي.
ولفت إلى بوادر التعافي الاقتصادي التي يمكن تلمسها من خلال متابعة أداء الأسواق ومستويات الإنفاق في آسيا، قائلاَ: "التعافي الاقتصادي سيأتي من المستهلكين، وأنا أرى ارتفاعاً في معدلات الاستهلاك في المنطقة الآسيوية، وهذا أمر جيد ويساعد على خلق الفرص الاقتصادية وتعزيز ثقة المستهلك."
وأضاف: "سجلت العديد من القطاعات الاقتصادية في القارة الآسيوية تراجعاً واضحاً خلال الجائحة، بما في ذلك قطاعات السفر والسياحة والضيافة، ولكننا سنرى متزايداً خلال الأشهر المقبلة. وإذا تمكنا من توزيع اللقاحات في كل أرجاء آسيا بأسرع وقت ممكن فسنتمكن من تحقيق مناعة مجتمعية تسبق حصول أي تحوّرات جديدة في الفيروس، ما سيمكن الجميع من العودة إلى الحياة الطبيعة في المكاتب والمصانع وإعادة إطلاق عجلة السفر والسياحة."
التحول الرقمي والتعافي الاقتصادي
وشدد نيليكاني على أهمية دور التقدم الرقمي والتكنولوجي في آسيا في جهود التصدي للجائحة وسرعة التعافي منها، وقال إن: "ما حصل في العديد من دول آسيا خلال أسابيع كان يتطلب بالعادة عدداً من السنوات، ولكن التحوّل الرقمي ساعدنا كثيراً على اختصار الزمن." وأشار إلى أن الحكومات حول العالم بدأت تدرك أهمية امتلاك منصاتها الرقمية الخاصة وبنيتها التحتية المتقدمة، معتبراً أن هذا يدعو للتفاؤل بسرعة تسجيل طفرة اقتصادية كبيرة حول العالم بعد انتهاء الجائحة، وخاصة في دول قارة آسيا.
وأوضح أن التحول الحاصل نحو عولمة الخدمات تعرض لبعض التحديات جراء جائحة "كوفيد-19" مع وجود مصاعب في انتقال البضائع، وميل بعض الحكومات إلى فرض قيود تجارية على عمليات الاستيراد، ولكنه يرى أن عولمة الخدمات تتسارع، خاصة وأن الجائحة "أظهرت قدرة البشر على العمل من أي مكان"، مضيفاً: "إن عولمة الخدمات ستكون من أهم القطاعات التي يمكن للحكومات الاستثمار فيها مستقبلاً."
وقال نيليكاني: "نشهد توجه العديد من الدول الآسيوية لتبني استراتيجيات رقمية تعتمد على دمج أفضل الممارسات من كل مكان وفق الحاجة دون الأخذ بعين الاعتبار أي خلفيات سياسية قد تعرقل العمل"، داعيا الحكومات إلى الاستثمار في الهندسة الرقمية الاستراتيجية، ومؤكدا أن البنية التحتية الرقمية بالشكل الصحيح تمكن الدول من الاستفادة من الفرص الاقتصادية الممكنة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن البنية التحتية المطلوبة يجب أن تشجّع على الابتكار والتنافسية والحرية في اعتماد المنصات والتنقل بينها.
تجارب آسيوية
وتطرق نيليكاني إلى التجربة الهندية في توفير بنية تحتية تساعد على حرية الإنترنت ولا مركزيته، وهو نموذج يمكن للعالم بأسره التعلم منه، وقال: "إن فرص تمكين الأفراد رقمياً في الهند كبيرة بسبب إتاحتها حرية الدخول إلى الإنترنت وممارسة الأعمال بسهولة واستخدام البيانات بشكل صحيح لصالح المستخدمين."