الشيخ ناصر آل خليفة: المستقبل مليء بالفرص للشباب وللدول والحكومات الداعمة لهم
أكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب في مملكة البحرين، أن الشباب هم ركيزة المستقبل وهم الأقدر على صناعة المستقبل وتنمية مجتمعهم، مشدداً على أهمية العمل الدولي المشترك من أجل بناء قدرات الشباب وتمكينهم وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في تعزيز مسيرة التنمية والتطوير العالمية.
جاء ذلك، خلال جلسة افتراضية بعنوان "العقد القادم بقيادة الشباب"، حاورته فيها معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، ضمن فعاليات اليوم الثاني لحوارات القمة العالمية للحكومات، التي تعقد برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وبمشاركة قادة ومتحدثين عالميين ونخبة من الخبراء وعدد من مسؤولي المنظمات الدولية، ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، لبحث أبرز الاتجاهات العالمية الجديدة ومشاركة الرؤى والأفكار الهادفة لتعزيز جاهزية الحكومات في مواجهة التحديات المستقبلية.
وقال الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة إن الدول التي تسارع إلى تذليل التحديات أمام الشباب وتدرك مدى أهمية دعمهم وبناء قدراتهم والاستثمار في إمكاناتهم، هي التي ستحظى بفرص واعدة في المستقبل، مشيراً إلى أن لدى الشباب القدرة على القيام بكل ما هو ضروري لحماية مستقبلهم وبناء اقتصادات معرفية مستدامة.
تعزيز قدرات الشباب لمواجهة تداعيات كورونا
وأكد أن جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" تقاطعت مع وضع اقتصادي عالمي ينظر فيه الشباب نحو المستقبل بترقب، ما ولّد شعوراً بالعزلة لدى البعض، وجعلهم في مواجهة المجهول، وخلق لديهم شعوراً بعدم الاستقرار ما يتطلب تمكينهم وتعزيز قدراتهم وخبراتهم لتجاوز تداعيات كورونا وتحويل التحديات إلى فرص وبناء مستقبل أكثر إشراقاً لهم وللأجيال القادمة.
وأشار الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة إلى أهمية التفكير الإيجابي والتمسك بالأمل لأن المستقبل للجميع والتركيز على مجموعة عوامل أساسية تسهم في دعم الشباب، على رأسها توفير البيئة الممكّنة لهم لتحقيق تطلعاتهم وتسليط الضوء على الفرص الواعدة التي تنتظر الشباب في المستقبل ودور الشباب المأمول في التعافي الاقتصادي بعد الجائحة وخلال العشر سنوات المقبلة، فالروح الإيجابية التي يمتلكها الشباب هي التي تحرك مختلف الحلول المقترحة للتحديات الراهنة.
وقال الشيخ ناصر "واثقون بأن المستقبل سيكون مليئاً بالفرص لشبابنا، فهم يقودون تحولات جذرية في نظم التعلم المستمر والرقمي والذاتي والتخصصي عبر اعتماد تقنيات تدمج بين التعليم والترفيه، وتحفز التعاون الجماعي وتشجع مهارات ابتكار الحلول".
دور أساسي للتكنولوجيا في تمكين الشباب
وأضاف أن الطاقات الشبابية أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع المتغيرات وصناعة المستقبل، وأن التكنولوجيا تؤدي دورا أساسيا في تمكين الشباب وصناعة محتوى إبداعي فالعمل عن بعد وغيره من الابتكارات ستسهم في توفير المزيد من الفرص للشباب، ويجب على أصحاب القرار المبادرة لتوفير البيئة الملائمة لتفعيل هذه الفرص وتعزيز آليات الاستماع لأفكار الشباب لتطبيقها وإتاحة الفرص أمامهم لإحداث التحولات في مختلف مجالات العمل.
وأشاد الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة "بالإنجاز العلمي التاريخي لدولة الإمارات بوصول مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" إلى الكوكب الأحمر فبراير 2021، معتبرا أن الخطوة شكلت حافزاً لشعوب المنطقة وشبابها فالعرب الذين نجحوا في الوصول إلى كوكب المريخ هم جزء فاعل من المجتمع العالمي.
وأشار إلى أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، وجه بمضاعفة جهود تمكين قطاع الشباب بنهج مؤسسي متكامل، بما في ذلك تعزيز شبكة الأمان للشباب وتوفير الدعم لهم حتى يكونوا سفراء الأمل بمستقبل أفضل.
وأشاد بدور القمة العالمية للحكومات في استشراف حلول المستقبل، وتركيزها على مشاركة الرؤى حول آليات تمكين الشباب، واستعرض تجربة مملكة البحرين في تمكين الشباب في مساراتهم المهنية من خلال منصة "فرص" الموحدة للشباب، التي توفر لهم التدريب المهني والوظيفي، وتسلط الضوء على قصص النجاح الشبابية القائمة على الجد والاجتهاد والمثابرة والإصرار، إضافة إلى تدريب الشباب على وضع الخطط المدروسة وآليات تنفيذها بكفاءة.
وأشار الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة إلى التحول الذي تشهده مراكز الشباب في مملكة البحرين وتحويلها إلى مراكز لتمكين الشباب في مختلف المجالات، في بيئة تعاونية إيجابية تحتفي بالإنجازات بشكل جماعي، وتركز على تبادل المعارف والخبرات والاستفادة من أحدث مناهج التخطيط المستقبلي ليحققوا تطلعاتهم وطموحاتهم.
وتطرق إلى مبادرة "صندوق الأمل" الذي أطلقته المملكة لتوفير فرص الشراكات التمويلية مع المشاريع والأفكار الشبابية المبتكرة والواعدة لتحويلها إلى واقع وضمان نموها وتطورها وتوسعها، ومن ثم مشاركة قصص النجاح الشبابية مع العالم، مشيراً إلى وجود خطة مستقبلية لنقل هذا التحول إلى المجال التعليمي لإتاحة فرص التعليم النوعي المتقدم، وتنمية وتطوير المهارات التي لا تكتفي بمواكبة متطلبات سوق العمل بل استباقها، ودعم ثقافة ريادة الأعمال وتأسيس المشاريع الناشئة لترسيخ دعائم الاقتصاد المرن والمتنوع والمستدام.