عندما تفكر الحكومات كرواد الأعمال
أكدت البروفيسورة ماريانا ماتزوكاتو خبيرة الابتكار الاقتصادي في جامعة ساسيكس أنه يتعين على القطاع الحكومي لعب دور أساسي في عملية الابتكار، وعدم الاكتفاء فقط ببناء شراكات قوية مع القطاع الخاص في هذا المجال.
وقالت البروفيسورة ماريانا في حديثها خلال جلسة "عندما تفكر الحكومات كرواد الأعمال" أنه يتعين على الحكومات خلق بيئة تحفز مختلف الهيئات والمؤسسات التابعة لها على أن تكون مهداً للإبداع واحتضان الأفكار والمبادرات المبتكرة، لأن القطاع الحكومي لعب على الدوام دوراً محورياً في البدء بسلسة الابتكار، وفتح المجال أمام القطاع الخاص للانطلاق قدماً عبر مراحل جديدة ضمن هذه السلسلة.
وضربت ماريانا عدة أمثلة على ذلك، منها الإنترنت الذي نشأت أصلا كمشروع ممول من وكالة أبحاث الدفاع المتقدمة بوزارة الدفاع الأمريكية، وخدمة الـGPS التي حظيت بتمويل حكومي عسكري، غير أن الجمهور يميل إلى إغفال الدور الحكومي في الابتكارات ودعمها بالاستثمارات في حين تحظى مبادرات القطاع الخاص بتغطية واسعة وهو ما يجسده إصدار أكثر من 15 كتاب يتناول حياة ستيف جوبز على سبيل المثال.
وقالت أن الكثير من الابتكارات التي نتمتع بها في عالمنا اليوم، جاءت من مشاريع حكومية أو بتمويل ودعم حكومي، بما فيها خدمة الأوامر الصوتية في الهواتف المحمولة "SIRI" التي تم تطويرها بتمويل من وكالة أبحاث الدفاع المتقدمة، والشاشات التي تعمل باللمس والتي تم تمويلها من قبل الاستخبارات المركزية الأمريكية ومؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية لباحثين من جامعة "ديلاوير".
وأوضحت ماريانا أن هناك دوراً مهما يتعين على الحكومات ومؤسساتها المختلفة القيام به في مجال الابتكار، لتصحيح الخلل القائم في هذا المجال وإيجاد المزيد من التقنيات والفرص.
وقالت أن محدودية إنفاق العديد من بلدان جنوب أوروبا على الأبحاث والتطوير يعد من أبرز أسباب الأزمات الاقتصادية التي تواجهها، ودعت الحكومات إلى الاستثمار المكثف في مختلف القطاعات بما فيها البيئة والصحة لأن الحكومات تظل منبع الابتكار، ولا يتعين عليها التخلي عن القيام بهذا الدور.