عبد الله بن زايد: قصة نجاح الإمارات لا تروى في دقائق
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن الهوية الإسلامية والعربية لدولة الإمارات العربية المتحدة هي مصدر تقدمها وانفتاحها على العالم، وشدد سموه على أن دولة الإمارات صغيرة بمساحتها كبيرة بتأثيرها على مسار التطور العالمي، وأنها أرض كانت صحراوية في زمن مضى، لتنبت اليوم الكثير من الخيرات وتشمخ بالعمران ومعالم النهضة والحداثة.
وقد غطت كلمة سموه التي ألقاها ضمن القمة الحكومية 2015 وحملت عنوان "نحن الإمارات" كافة مناحي التقدم الحضاري الذي تشهده ا
لدولة في مختلف المجالات. وردد سمو الشيخ عبدالله بن زايد خلال الكلمة بعض الأسئلة التي تطرح على مستوى العالم حول النجاحات المبهرة التي حققتها دولة الإمارات في فترة قصيرة، حيث أشار إلى أن العديد من دول العالم تتساءل عن سر نجاح دولة الإمارات وتفوقها، وكيف تحدت الانطباعات السلبية والأفكار النمطية السائدة حول دول المنطقة، وأن العديد من الناس من مختلف أرجاء العالم يبحثون عن سر الدولة الفتية، التي أنجزت خلال 43 عاما ما يحتاج إلى أزمنة طويلة ليتحقق، وأنه كيف لسبع إمارات أن تتحد على قلب واحد وإرادة واحدة، وتتحول في زمن قياسي إلى دولة جاذبة للعقول والمواهب من مختلف دول العالم.
ووجه سموه رسالة إلى كافة من يرون في هوية شعب الإمارات المسلم ووجود الدولة في محيط مضطرب مصدرا للتحديات بأن دولة الإمارات كانت وستبقى أرض الفرص، وأن شعب الإمارات بهويته الإسلامية العريقة سيبقى دائما سفيرا للسلام، ومصدرا لقصص النجاح والإلهام.. وأكد أن القيادة الرشيدة حرصت على جعل دولة الإمارات واحة أمن واستقرار، وكرست مفهوم المجتمع الذي تسوده المساواة والعدل، مشيدا بحكمة القيادة الوطنية التي نجحت بتحقيق الرفاهية لكافة أفراد المجتمع لتصبح دولة الإمارات اليوم وطن السعادة لمواطنيها والمقيمين على أرضها على حد سواء.
وأكد سموه بأن الإنسان هو مصدر الحضارة وهو أول الثروات وأغلاها.. منوها بأن قصة نجاح دولة الإمارات تكمن في قصة الإنسان الإماراتي، مستشهدا في هذا المجال بكلمات للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه حين قال: "إن الإنسان هو أساس كل عملية حضارية وهو محور كل عملية تقدم. فالعنصر البشري هو اللبنة الأساس في بناء الأوطان".
وضرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مثلا في طموح وعزيمة الإنسان الإماراتي، من خلال قصة فتاة إماراتية تدعى روضة راعي البوم، حيث استعرض سموه مقطعا مصورا لفتاة جامعية تطمح بأن تصبح سفيرة للدولة في الأمم المتحدة، وأنها لم تنتظر حتى تنهي دراستها لتبدأ العمل الميداني، بل أخذت زمام المبادرة وقامت خلال عطلاتها الدراسية برحلات إغاثة إنسانية إلى كل من ملاوي وكمبوديا مع أنها دول لا يوجد فيها تمثيل دبلوماسي لدولة الإمارات. وأشار سموه إلى أن الفتاة الإماراتية المسلمة قامت بمساعدة المحتاجين وتقديم يد العون من خلال عدد من الحملات الإنسانية كما ساهمت في بناء عدد من دور الأيتام وتقديم المعونات للفقراء.. وأكد سموه أن روضة هي انعكاس لروح شعب الإمارات الكريم والمعطاء مؤكدا بأن أبناء الدولة لا تعيقهم الحواجز ولا تثقلهم الأعباء وأنهم يرون في التحديات فرصا للمبادرة والإنجاز.
وفي تعليقه على الحالة التعليمية في دولة الإمارات قال سموه: بالعلم والمعرفة تتقدم الأمم وتنهض، ونحن في دولة الإمارات بدأنا مسيرة التعليم منذ سنين طويلة وخاصة بعد تأسيس الدولة في العام 1971، وحينها كان حوالي نصف الذكور وثلث الإناث فقط يعرفون القراءة والكتابة.. أما اليوم فإن 90 بالمئة من الذكور والاناث على حد سواء متعلمين.. واقترن تقدم التعليم مع نمو عدد المؤسسات التعليمية والجامعات في الدولة والتي تجاوز عددها 1200 مؤسسة تعليمية تخدم كافة المراحل السنية ومستويات التعليم العالي.
وتطرق سموه إلى جانب الرعاية الصحية، وما تحظى به من أولوية قصوى لدى الحكومة الاتحادية، مؤكدا بأنه منذ اليوم الأول في تاريخ دولة الإمارات حرصت الحكومة على توفير كافة مقومات الرعاية الصحية كحق لكل مواطن ومقيم منوها بأن المطالع للمشهد الإماراتي سيلاحظ حجم التطور الكبير في القطاع الطبي الذي يضم اليوم أكثر من 2200 منشأة علاجية من مستشفيات ومراكز صحية مجهزة بأحدث المعدات الطبية ويعمل فيها أفضل الأطباء استشاريين وأخصائيين يشرفون على صحة الإنسان الإماراتي الذي يعد أهم الثروات الوطنية.
وحول الدور الأساسي لنصف المجتمع، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على أن المسيرة الحضارية لدولة الإمارات كانت ستبقى ناقصة لولا الدور المحوري والهام للمرأة الإماراتية كشريك رئيسي في نهضة الدولة وتطورها منذ البداية وفي حاضرها ومستقبلها.. منوها بأنه وبعد عامين فقط من تأسيس الإتحاد قامت أول جمعية نسائية برئاسة أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وحققت المرأة الإماراتية منذ ذلك الحين إنجازات يشار إليها بالبنان.. مشددا على أن تمكين المرأة ليس شعارا تتغنى به الحكومة أو مقولة يرددها المسؤولون بل هي بحسب ما أكد سموه حقيقة ملموسة من خلال منجزات تحمل بصمات سيدات إماراتياتفي شتى المجالات كالسياسة والطيران وادارة المتاحف والرياضة وغيرها.
وتطرق سموه إلى مستوى الانفتاح الحضاري لدولة الإمارات، والتي باتت تعد اليوم نموذجا عالميا في التعددية الأمر الذي مكنها من جذب العقول والمبدعين من كافة أنحاء العالم، وقال سموه في هذا الصدد: قررنا منذ البداية بناء دولة حديثة متطورة، فسعينا لجذب أفضل العقول وأمهر الكفاءات لتشاركنا مسيرة البناء والنهضة، وبينما تعاني المنطقة العربية من هجرة الأدمغة كانت دولة الإمارات سباقة في استقطاب واحتضان أفضل العقول من كافة أنحاء العالم.. ورسخت مفهوما جديدا أطلق عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله اسم: "الهجرة المعاكسة للعقول". وأضاف سموه: منذ تأسيس دولة الإمارات وإلى هذا اليوم تضاعف عدد سكان الدولة أكثر من 30 مرة وما زالت بلادنا منفتحة على المزيد فالإمارات هي مقصد للمبدعين والمتميزين من جميع أنحاء العالم.
وأكد سموه بأن سياسة الانفتاح على العالم جاءت كنتيجة طبيعية للانفتاح والانسجام الداخلي الذي انعكس بدوره على السياسة الخارجية لدولة الإمارات، مشددا على أن المودة والاحترام والإرادة المشتركة للنجاح وتحقيق الازدهار عززت من اتحاد الإمارات ومكانتها العالمية واستطاعت أن تصبح مركز جذب للجميع. كما أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن طبيعة الإنسان الإماراتي المسالمة والمحبة للخير مكنت دولة الإمارات من تكوين صداقات مع مختلف شعوب العالم.. مشيرا إلى أن العلاقات الدبلوماسية لدولة الإمارات تمتد اليوم إلى أكثر من 187 دولة حول العالم.. منوها بأن من يقصد الإمارات للحياة والعمل سوف يثري تجاربه من تفاعله مع الشعب الإماراتي كما أن شعب الإمارات أيضا سيثري تجاربه من تفاعله معه وسيستفيد من خبراته.. مؤكدا أن دولة الإمارات ومن خلال علاقاتها الطيبة مع مختلف دول العالم نجحت في بناء منظومة متكاملة لمستقبل مشرق. وشدد سموه على أن سياسة الدولة الخارجية المبنية على الايجابية وبناء جسور التعاون بين أبناء الإمارات ومختلف شعوب العالم أسهمت في تعزيز قدرة الدولة على استقطاب الأفضل من كافة أنحاء العالم مشيرا إلى الحضور المميز لعدد كبير من القيادات العالمية في القمة الحكومية.
وحول الدور الرائد للبعثات الدبلوماسية للدولة في الخارج قال سموه:" لا بد لي هنا أن أنوه بنجاح الإمارات بتكريس علاقات دبلوماسية متينة مبنية على الاحترام المتبادل مع دول العالم فاليوم بلغ عدد بعثاتنا الدبلوماسية 105 بعثة حول العالم والتي لها دور أساسي في تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بيننا وبين الأصدقاء والأشقاء وبناء علاقات تجارية واقتصادية وسياسية وثقافية متينة.. هذه البعثات بكوادرها الوطنية هي التي تتولى تصدير قصة الإمارات إلى العالم". وتطرق سموه في كلمته إلى التطور الكبير الذي حققه الاقتصاد الوطني منذ قيام الاتحاد ولغاية اليوم، مؤكدا بأن تضاعف الناتج الوطني الإجمالي 236 مرة لم يأت من فراغ بل هو نتاج عمل دؤوب تم خلاله تمكين الإنسان وصقل المهارات وتجهيز بنية تحتية متطورة بمنظور عالمي عززت من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدولة الإمارات بين الشرق والغرب وأسهمت في تقوية الروابط والشراكات الاقتصادية مع كافة دول العالم. وقال سموه: "البيئة الجاذبة التي أسسنا لها من خلال البنية التحتية المتطورة دعمناها بقوانين وتشريعات وسياسات اقتصادية محفزة ومنفتحة على العالم ترتقي بمكانة الدولة كمركز اقتصادي عالمي.. فمثلا جاءت سياسة الفضاء المفتوح امتدادا لانفتاحنا على العالم حيت غدت سماء الإمارات شبكة جوية من أكثر الشبكات ازدحاما بالطائرات على مستوى العالم وتحولت دولة الإمارات إلى مركز لوجستي عالمي للنقل البري والبحري والجوي وحلقة وصل بين مختلف دول العالم وبوابة للتجارة الإقليمية والدولية.
وأكد سموه بأن دولة الإمارات ونتيجة لكافة الجهود الوطنية المبذولة لدعم النهضة الاقتصادية أصبحت مقرا عالميا وإقليميا لأكثر من 25 بالمائة من الشركات الـ 500 الكبرى في العالم ومقصدا استثماريا أساسيا لرؤوس الأموال الأجنبية التي ستستمر بالتدفق بشكل كبير في السنوات الخمس القادمة نتيجة للمشروعات العملاقة التي تقودها قطاعات السياحة والصناعة والنقل والطاقة المتجددة.. منوها بأن دولة الإمارات تعد اليوم إحدى أكثر دول العالم تقدما في سن القوانين والتشريعات الاقتصادية التي تحمي المستثمر في ظل بيئة تنافسية تعمها الشفافية وغياب الفساد وتتوفر فيها كافة التسهيلات اللازمة لمزاولة أي نشاط تجاري. وعلى صعيد متصل اقتبس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مقولة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حين سأل سموه ماذا ستفعل القيادة عند تصدير آخر برميل نفط وكانت إجابة سموه يومها "سنحتفل باستثمارنا بشبابنا". كما أكد سموه على أن دولة الإمارات ستحتفل أيضا باستثماراتها في الاقتصاد الوطني المتنوع ونجاحها في بناء اقتصاد معرفي مستدام.. منوها بأن النفط اليوم يشكل أقل من ثلث الناتج الوطني الإجمالي بعدما كان الغالب على مدخول الدولة في السنوات الأولى من عمر الاتحاد.
وفي الشأن السياحي قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "كما تعلمون فإن دولة الإمارات تزخر بالمعالم المتميزة وتستضيف على مدار العام مختلف الفعاليات التسويقية والرياضية والثقافية الدولية". وأضاف: "إذا أخذنا القطاع السياحي كمثال على التقدم الذي حققته الدولة سنرى أن مساهمة هذا القطاع بلغت اليوم ما نسبته 8.1 بالمائة من مجمل الناتج المحلي للدولة.. ومن الملاحظ أن هذا القطاع شهد تطورا كبيرا جدا خلال السنوات العشر الأخيرة مما عزز مكانة الدولة على خارطة السياحة العالمية وجعلها إحدى أكثر الوجهات السياحية من حيث الإقبال والتميز على مستوى العالم".
و أكد سموه بأن النمو في القطاعات غير النفطية جاء ثمرة لعمل دؤوب على مدى عقود وسياسة ناجحة انتهجتها حكومة دولة الإمارات من خلال تطوير قطاعات مختلفة كالقطاع الصناعي الذي يسهم اليوم في نجاح المنظومة الاقتصادية لبلادنا.. منوها بأن مساهمة هذا القطاع وصلت إلى حوالي 15 بالمائة من مجمل الناتج المحلي.. وفي هذا الصدد قال سموه: "مصانعنا الوطنية أصبحت تصدر منتجاتها بكل فخر إلى كافة دول العالم وحكومتنا تسعى باستمرار إلى تطوير الصناعة وتذليل كافة العقبات أمام نموها واليوم نمتلك مجموعة من كبرى المدن الصناعية على مستوى المنطقة والعالم والتي تمتاز بإمكانيات جبارة تسهم في تمكين كافة المستثمرين الوطنيين والأجانب من الارتقاء بالصناعات بمختلف التخصصات والمجالات".
وعلى صعيد متصل وخلال حديث سموه عن التقدم الصناعي للدولة أكد سمو وزير الخارجية على ضرورة الوقوف عند نقطة بالغة الأهمية والمتمثلة في مسعى الإمارات للوصول إلى اقتصاد معرفي تنافسي ومستدام مشيدا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإعلان مجلس الوزراء للعام 2015 كعام للابتكار في الدولة.. ومؤكدا على ما نتج عن هذا الإعلان من بدء كافة الجهات الاتحادية بمراجعة السياسات الحكومية العامة بهدف خلق بيئة محفزة للابتكار تصل بدولة الإمارات للمراكز الأولى عالميا على مؤشر الابتكار العالمي.
وأكد سموه على أن دولة الإمارات تبذل جهودا كبيرة للوصول إلى مجتمع علمي ومعرفي متمكن منوها بأن الإعلان عن تأسيس وكالة الإمارات للفضاء وما تمثله من نقلة نوعية على مستوى المنطقة في مجال ظل حكرا على كبرى الدول المتقدمة يأتي في مقدمة تلك الجهود.. مشددا على أن تأسيس هذا الصرح العظيم سيسهم في دعم البحوث العلمية المتقدمة في المجالات الفضائية والتي ستساعد في تطوير العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية كالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطيران وغيرها.
وحول التوجهات المستقبلية في قطاعات الطاقة أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بأن دولة الإمارات لم تكتفي بالاستثمار في قطاعات الطاقة التقليدية وأن القيادة الرشيدة ارتأت ضرورة الاستثمار في مستقبل الطاقة.. الأمر الذي مهد بحسب سموه لدخول الدولة في مجال الطاقة المتجددة بشكل قوي وفي هذا الإطار قال سموه: "عندما بدأنا استثماراتنا في الطاقة المتجددة والبديلة تساءل العديد عن مدى جدوى تلك الاستثمارات وكانت إجاباتنا وما زالت بسيطة وواضحة بأننا نبني مستقبلا كما نبني الحاضر واليوم تلاشت تلك الأسئلة مع ظهور مدينة مصدر ومحطة الطاقة النووية السلمية في براكة هذا بخلاف مشاريع الطاقة الشمسية الكبيرة مثل "شمس 1" ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية وحيث أن الله عز وجل من علينا بشمس ساطعة في كل يوم من أيام السنة فكان الأولى أن نحقق الاستفادة القصوى من هذه النعمة".
وعلى صعيد الاستثمارات الخارجية شدد سموه على أن حكومة دولة الإمارات لم تغفل التفكير والتخطيط للأجيال القادمة وتأمين مستقبل زاهر لهم. منوها بأن دولة الإمارات كرست سياسة الاستثمار في الحاضر والعمل على الإستثمار في المستقبل.. منوها بأنها كانت إحدى أوائل الدول التي أنشأت الصناديق السيادية لتقوم باستثمار فوائض الإيرادات النفطية وغير النفطية. وأشار سموه إلى أن الاستثمارات الخارجية للدولة تشكل جزءا أساسيا من تنويع مصادر الدخل وتسهم في الوقت ذاته في تطوير مواردنا البشرية الإمارتية وصقل المهارات الوطنية وذلك من خلال عمل العديد من الإماراتيين في شركات ومصانع كثيرة حول العالم.. مؤكدا على أن دولة الإمارات لا تستورد المهارات فقط بل بدأت بتصديرها أيضا. مشيرا أن الشركات الوطنية بدأت بتصدير الكفاءات من المواطنين للعمل في مختلف دول العالم كما هو الحال في مجالات الطيران والمشاريع العقارية وإدارة الموانئ والإستثمارات حتى غدت بصمات الإمارات التنموية حاضرة في كل مكان.
وحول المساعدات الدولية التي تقدمها دولة الإمارات لمختلف دول العالم قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "مع تحقيق النمو والاستقرار في دولة الإمارات وتوفير الرخاء لشعبها والمقيمين على أرضها كان لا بد من أن نعبر عن انتمائنا للإنسانية جمعاء.. ففي عالم مترابط لا نستطيع أن نعيش بمعزل عن ما يجري حولنا وواجبنا كمسلمين وعرب يحتم علينا أن نلتفت إلى الدول النامية ونمدها بالدعم من أجل خير ورقي الإنسان على اختلاف انتمائه وديانته وهويته". وأضاف سموه: "على غرار موقعها في مختلف الميادين استحقت دولة الإمارات الريادة العالمية كأكثر الدول المانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية حيث زادت مساعداتها لتصل في العام الجاري إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه في العام 2012".
وعلى صعيد الجهود الإماراتية لإحلال السلام والأمن الدوليين قال سموه: "لطالما كانت رسالتنا إلى العالم رسالة حب وسلام.. فنحن نؤمن بأنه لا بد من توفير الأمن والاستقرار لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للشعوب.. واليوم نحن في طليعة الداعمين لاستقرار الشقيقة مصر فمصر هي أساس استقرار العالم العربي ولا يمكننا إلا أن نكون فاعلين في تحقيق الاستقرار والتنمية لمصر العزيزة التي لها الفضل على جميع الدول العربية" مضيفا: "للإمارات أيضا جهود في تحقيق السلام في كل من الصومال واليمن وأفغانستان وكوسوفو.. حتى في برنامجنا النووي فقد اعتمدنا أعلى معايير السلامة والأمن والشفافية التشغيلية وحظر الانتشار النووي محققين بذلك المعيار الذهبي لجميع الدول الطامحة إلى تنفيذ برنامج نووي سلمي".
واختتم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية كلمته قائلا: "من الصعب اختزال قصة نجاح الإمارات في دقائق معدودة.. لكن هذه القصة سطرت فصولها من خلال تحدي المفاهيم والأفكار النمطية عن دول المنطقة ومن خلال اتحادنا السلمي ودبلوماسية وحكمة آباءنا المؤسسين" مضيفا: "نحن اليوم نبني لنا ولجميع من يعيش على أرضنا حاضرا ومستقبلا يسوده الأمن والسلام". مؤكدا بأن قصة نجاح الإمارات هي قصة نجاح للجميع وما كان بمقدور الدولة الوصول إلى هذا الإنجاز دون جهود أبنائها وبناتها المخلصين وضيوفها من كافة أنحاء العالم.