English

جلسة رئيسية: آفاق المدن الذكية في دولة الإمارات

11 فبراير 2015


شارك المقالة
Facebook
Twitter
LinkedIn

استراتيجية الدولة في المدن الذكية تستهدف تحقيق أرفع معايير الاستدامة

قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة شوطاً كبيراً في تحويل مدنها الرئيسية إلى مدن ذكية مستدامة، مع نجاح دبي وأبوظبي في تطوير بنى أساسية فائقة الحداثة مصممة لتحقيق أرفع معايير الاستدامة في المجالات الاقتصادية والبيئية والتراثية، والارتقاء بالتسهيلات والخدمات المتاحة للسكان.

أكد المشاركون في جلسة "آفاق المدن الذكية في دولة الإمارات" على أن استراتيجية الدولة في مجال المدن الذكية تستهدف إحداث تطوير وتحسين وظيفي وبنيوي ملموس في أداء البنى الأساسية والخدمية، وتحقيق نمو متواصل يتسم بالاستدامة البيئية والاقتصادية، وتوفير تسهيلات وخدمات تسهم في تعزيز سعادة ورفاهية المواطنين والمقيمين.

وأشاروا إلى أن مدن المستقبل الذكية في دولة الإمارات ستكون أكثر كفاءة في قطاعات الطرق والمواصلات والطاقة والتقنيات والبنى الأساسية والتسهيلات المصممة لخدمة الحياة اليومية للسكان وتلبية متطلباتهم وتطلعاتهم. كما سيكون من أبرز التوجهات في هذا المجال وجود أنظمة مواصلات أكثر كفاءة (بهدف الحد من نمو عدد السيارات) وأنظمة طاقة خضراء صديقة للبيئة.

ويرى سعادة فلاح محمد الأحبابي، مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن المدن الذكية هي رؤية متكاملة لمدن تستخدم التقنية الحديثة في تسهيل حياة الأفراد وتلبية متطلباتهم في وقت قياسي، وشدد على أهمية دور التقنية الحديثة في توفير كافة الخدمات المدنية إلى الأهالي كتنظيم الشوارع وتحسين خدمات النقل العام وغيرها من الخدمات العامة.

وأكد أن رؤية أبوظبي تقوم أساساً على إنشاء مدينة تتسم بالاستدامة في مختلف المجالات، فقد وضعت حكومة الإمارة في عام 2007 خطة تهدف إلى تحويل أبوظبي في غضون 30 عاماً إلى مدينة مستدامة في كافة جوانب الحياة كالاقتصاد والبيئة والنقل والمواصلات، كما أطلقت خططاً متنوعة، من بينها خطة لإعادة تصميم شوارعها، بحيث يصل الفرد إلى أي وجهة يقصدها في المدينة في غضون 4 دقائق، وبرنامج "استدامة" الذي يستهدف توفير خدمات الماء والكهرباء للسكان بطرق نظيفة ومستدامة بالإضافة إلى مشاريع أخرى. وأكد أن دبي وأبوظبي تمتلكان بُنَى تحتية لا يعلى عليها وفقاً للتقييمات والتصنيفات العالمية في السنوات الأخيرة، والتي تؤكد أيضاً أن هذه البُنَى التحتية صالحة لتطبيق أحدث التقنيات العصرية وإنشاء المدن الذكية.

وقال سعادة سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن الهيئة تتبنى رؤية تهدف لترسيخ أعلى المعايير والممارسات العالمية لاستدامة الطاقة، مشيراً إلى أن الهيئة حققت بالفعل نتائج متميزة في كافة مؤشرات الاستدامة. فعلى سبيل المثال، انخفض متوسط مدة انقطاع التيار الكهربائي في دبي إلى 4 دقائق فقط، في حين أن المتوسط العالمي يبلغ 16 دقيقة، كما أن انقطاع الكهرباء في دبي يعد من أقل المستويات في العالم، وباتت مستويات الخدمة بها تتماشى مع أفضل المستويات العالمية.

وقال بأنه تماشياً مع استراتيجية الاستدامة، قامت الهيئة بإعطاء أولوية كبيرة لتنويع مصادر الطاقة المتجددة، كما وضع المجلس الأعلى للطاقة رؤيا تهدف إلى تخفيض الطلب على الطاقة بحلول عام 2030، من خلال مبادرات رائدة تشمل خفض نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 16% بحلول عام 2020 وإعادة تأهيل 30 ألف من المباني لتكون ذكية مزودة بعدادات ذكية.

وبدوره أكد سعادة المهندس حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي أن رؤية البلدية هي أن تكون دبي مدينة مستدامة، ذكية وتنافسية. مشيراً إلى أن الأنظمة الذكية ستلعب دوراً متنامياً في إدارة العمليات في المدينة الذكية، غير أن ذلك لا يعني تراجع أهمية الكفاءات البشرية، وإنما ستتولى أدواراً ووظائف خارج الأطر التقليدية، وتتجه للتركيز على مهام تتسم بالإبداع.

وأكد أن مواكبة المتطلبات المستقبلية تستدعي المزيد من التخطيط وإعادة تشكيل البنية التحتية. وشدد لوتاه على أهمية تخفيض عدد السيارات على الطرق، مؤكداً إن هذا لا يتعلق بهيئات ومؤسسات، وإنما يتعلق بثقافات واتجاهات مجتمعية لا بد أن تتغير. وأكد أن المدن الذكية تستهدف اختصار

الوقت اللازم لأداء 80% على الأقل من الخدمات المدنية الرئيسية في حياة المواطنين، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب توفير بنية تحتية قوية، بما في ذلك قواعد بيانات ضخمة. ونوه في هذا الشأن أيضاً إلى تطبيق (مكاني) للعنونة الجغرافية الذكية الذي أطلقته بلدية دبي لتحديد والاستدلال على المواقع بدقة من خلال الخريطة الكترونية التفاعلية.

معرض الصور