اصطحب الدكتور بيرنارد ميرسون المشاركين في القمة الحكومية في جولة مستقبلية، أطلعهم فيها على الكيفية التي سيغير فيها الذكاء الصناعي الكثير من المفاهيم والأساليب السائدة في العمل الحكومي، وفي الكثير من المجالات المتعلقة بالحياة اليومية للناس بدءاً من الصحة وانتهاء بالخدمات.

وأكد أن تقنيات الذكاء الصناعي ستحدث تغييراً جذرياً في أسلوب عمل الحكومات والمؤسسات في المستقبل، لكونها تتمتع بقدرات فائقة تتيح توفير بيانات ومعلومات حيوية دقيقة يتطلب الحصول عليها حالياً، تسخير قدرات بشرية ومادية ضخمة.

وعرض الدكتور ميرسون أمام الحضور قدرات "واتسون"، الحاسوب الخارق الأذكى عالمياً، والذي طورته شركة أي بي إم، باعتباره نموذجاً لقدرات الذكاء الصناعي المستقبلي، وبين كيف يمكن لـ"واتسون" المساعدة في إحداث نقلة نوعية في أداء المؤسسات الحكومية العاملة في العديد من القطاعات، من خلال قدرته على رصد وقراءة وتحليل ملايين البيانات من مصادر متعددة، وانتقاء وتجميع المناسب منها وتحليله ما يوفر الكثير من الوقت والجهد على المؤسسات الحكومية ويتيح لها المجال لتقديم خدمات أكثر سرعة وكفاءة ودقة.

يذكر أن "أي بي إم" استثمرت مليارات الدولارات لتطوير "واتسون"، الذي يتميز بقدرته على التعلم واستيعاب المعلومات واستخدامها لتحليل الافتراضات وتصنيفها لاختيار الأكثر صحة منها، كما يعطي للمستخدم نسبة تأكده من النتائج النهائية، ومصادر النتائج حسب تصنيفاتها، إذ يعد استخدام أدوات متطورة لتحليل كميات ضخمة من البيانات أحد أبرز أسس تفوق "واتسون"، إلى جانب تمتعه بالقدرة على معالجة اللغات وإجراء التحليلات والمقارنات، والإجابة على التساؤلات.

وقد كان المجالان الأمني والطبي من بين أمثلة الاستخدامات العملية لـ "واتسون" التي قدمها الدكتور ميرسون خلال الجلسة، حيث طلب منه في التجربة الأولى البحث عن معلومات حول مروج للمخدرات يستخدم اسماً مستعاراً، وبعد إدخال البيانات والمعلومات الأساسية المتاحة، تمكن النظام خلال ثوان من تقديم بيانات دقيقه تسهّل التعرف إلى المشتبه به واعتقاله، كما عرض فيلماً عن تجربة قامت بها طبيبة باستخدام "واتسون" لتحليل البيانات الصحية الخاصة بطفل مصاب بالسرطان، حيث قدم عرضاً دقيقاً للحالة والإجراءات العلاجية المقترحة، بعد أن استعرض وخلال 17 ثانية فقط أكثر من 4700 كتاب وما يتجاوز 4000 دراسة متخصصة في هذا المجال.

وأكد ميرسون أن الذكاء الصناعي سيساعد بالارتقاء بالخدمات في كافة القطاعات غير أنه لن يحل مكان البشر، متندراً في هذا المجال بأن "واتسون" يستهلك 80 ألف واط بينما لا يستخدم العقل البشري سوى 40 واط فقط.

معرض الصور

Previous Next