هل تقضي مدارس اليوم على الابتكار؟
شارك المقالة
أكد السير كين روبنسون، الخبير في التعليم والإبداع، على ضرورة تطوير قدرات الابتكار لدى الأشخاص وعدم الاكتفاء باكتشاف المواهب والإبداعات، بل العمل على تطويرها.
وقال خلال جلسة "هل تقضي مدارس اليوم على الابتكار"، أن الإبداع أمر طبيعي وملازم للإنسان، لكن يجب تطويره، ويتعين أن يكون تطوير القدرات الإبداعية للطلاب هو الهدف الأساسي للتعليم .
وقال روبنسون أنه لاحظ من سياق تجربته الطويلة في التعليم، أن غالبية طلاب المدارس لا يكتشفون مهاراتهم وقدراتهم الكامنة خلال مراحل دراستهم، كما أن الكثير من البالغين يعتقدون أنهم لا يتمتعون بأي مواهب خاصة، ولهذا فإن الكثير من الموظفين لا يستمتعون بالوظائف التي يؤدونها، أو بالحياة التي يعيشونها، حتى أن نسبة هامة منهم لم تخطط للقيام بالمهن التي يشغلونها.
وأكد روبنسون على ضرورة تغيير المفاهيم السائدة لدى الناس بشأن الإبداع وآفاقه، مستشهداً بما قاله نائب رئيس الوزراء وزير التعليم الكوري هانغ وو- يي خلال كلمته الرئيسية في القمة الحكومية الثالثة، عن استراتيجية المواهب الابتكارية، وأكد بأن مدينة دبي تعد الآن نموذجا متميزاً لقدرة الإبداع البشري على تحقيق إنجازات فريدة.
وطالب رونسون بالتركيز على تنمية الروح الابتكارية العالمية، وضرورة التفكير بصورة مختلفة بشأن أطفالنا وأنفسنا وقدراتنا.
وضرب روبنسون عدداً من الأمثلة بشأن تطور التكنولوجيا وتأثيراتها على حياة الناس، بحلول الكتب الإلكترونية مكان المكتبات العامة، واختراع "نظارات جوجل" التي تمكن الفرد من الاتصال بالآخرين عبر حركة العين، وقال: "سيأتي يوم تكون به الأجهزة الإلكترونية ضمن أجسادنا" وعلى الرغم من أن البعض قد يسخروا من مثل هذه الفكرة، إلا أن تكنولوجيا المعلومات سوف تغير حياتنا بشكل كامل، وسنشهد تحولات لا يمكننا تخيلها حالياً.
ودعا روبنسون الى تعزيز القدرات الابتكارية، والارتقاء بالنظم التعليمية بشكل يتسم بالابتكار لضمان تطوير القدرات البشرية القادرة على ترجمة الخيال وتحقيقه على أرض الواقع، وقال أن الإبداع لا يغذي نفسه بنفسه، الأمر الذي يتطلب تنفيذ برامج متواصلة لتطوير المهارات والقدرات الإبداعية للطلاب خلال وبعد دراستهم لأن الموهبة الإنسانية متنوعة، لكنها تظل كامنة، ما يتطلب اعتماد برامج مدرسية متعمقة للكشف عن قدرات الطلبة ومواهبهم الكامنة.
