حكومة إستونيا الرقمية: تجارب متميزة في الخدمات الحكومية الإلكترونية والذكية
استعرض تافي كوتكا نائب الأمين العام لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في وزارة الاتصالات والشؤون الاقتصادية في جمهورية إستونيا، تجارب الخدمات الحكومية الإلكترونية والذكية في بلاده، وقال أنه على الرغم من حداثة استقلال استونيا (عام 1991) إلا أنها استطاعت أن تكون من الدول المتقدمة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وقال أن بلاده اعتمدت نهجاً يعتمد استخدام أحدث التقنيات في تقديم الخدمات الحكومية، وتطبيق مبادرات نوعية تساهم في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وضرب مثالاً على ذلك بمبادرة "الهوية الذكية" التي تم تطويرها على مدى 6 سنوات بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والجهات الأمنية ذات العلاقة.
وأوضح أن هذه البطاقة تتضمن كافة المعلومات التي تحتاجها المؤسسات الحكومية، ما يتيح لحامليها إجراء كافة معاملاتهم إلكترونياً من خلالها. تمتاز هذه البطاقة بتوفر خاصية الرقم السري الذي يؤمن حماية البيانات التي تحويها. باستخدام هذه البطاقة، يمكن للمواطن إنجاز الإجراءات المطلوبة لإقامة شركة جديدة خلال عدة دقائق من أي مكان في العالم، في حين تستغرق هذه المعاملة عدة أيام أو أسابيع في دول أخرى.
وتتضمن البطاقة أيضاً كافة معلومات المواطنين بما فيها بياناتهم الطبية، بحيث تُمكن الطبيب الاطلاع على ملفه الطبي كاملا بمجرد بضع نقرات على لوحة المفاتيح. كما تم استخدام هذه التقنيات لتمكين عمليات التصويت عن بعد في الانتخابات، إذ يمكن لأعضاء البرلمان مناقشة أي موضوع والتصويت عليه إلكترونياً من دون الحاجة للاجتماع فعلياً في مكان معين.
وأشار إلى أن الحكومة الاستونية أقامت علاقة شراكة حقيقية مع القطاع الخاص لتطوير الأفكار الابتكارية، مستشهداً بوقوف القطاع الخاص إلى جانب الحكومة في مواجهة الهجمات الإلكترونية التي تعرضت إليها استونيا، وقال: "نحن نستثمر في أفضل الأدمغة للدفاع عن بلدنا الصغير".
وأكد على أن الأمن الإلكتروني يشكل تحدياً متنامياً للحكومات، يفرض عليها ضرورة التفكير بوضع أنظمة وتشريعات تطوره وذلك لضمان حماية وخصوصية بيانات المواطني