ملتقى رؤساء الجامعات العربية: الابتكار في مؤسسات التعليم العالي
على هامش فعاليات القمة الحكومية 2015، وبحضور نخبة من رؤساء الجامعات والأكاديميين من مختلف الدول العربية، ترأس الدكتور علي راشد النعيمي، مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة، الجلسة التي عقدت تحت عنوان "الابتكار في مؤسسات التعليم العالي" وتحدث فيها د. ياسر صقر، رئيس جامعة حلوان؛ أ. د. اخليف الطراونة، رئيس الجامعة الأردنية؛ و د. محمد عبد الله البيلي نائب مدير جامعة الإمارات، عن مدى الحاجة إلى تبني نظم الابتكار في مؤسسات التعليم العالي.
وكان النعيمي قد استهل الجلسة باستعراض رؤية المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي ترتكز على إتاحة حق التعليم لكافة المواطنين الإماراتيين، قبل أن يشرع سموه بإنشاء المدارس والكليات في كافة أرجاء الدولة، ويقدم الدعم أيضاً للراغبين في الدراسة بالخارج. وأكد النعيمي أن قيادات الدولة تستثمر في شعبها، مستشهداً برؤية سمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان، ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي أعلنها خلال كلمته الافتتاحية للقمة الحكومية، حين قال بأن الدولة بعد خمسين عاماً من الآن، سنقوم بتصدير آخر برميل نفط، فهل سنحزن لذلك؟ حيث أردف سموه قائلاً "إذا كنا نستثمر اليوم في القطاعات الصحيحة، فحينما تأتي تلك اللحظة سنحتفل بدلاً من أن نحزن"، وأضاف النعيمي أن دورنا في المسؤولية هو أن نعمل على تحقيق هذا الهدف.
وبدوره بدأ الدكتور ياسر صقر حديثه بتقديم تعريفاً للابتكار، مؤكداً على ما للجامعات من دور في عملية دعم الابتكار، لا سيما أن صلب عملية الابتكار يأتي من منظومة الأبحاث التي تقوم عليها الجامعات، إضافة إلى دورها في البحث في استحداث آليات جديدة لخدمة المجتمع، بما يساعد في بناء مجتمعات معرفية، كما نادى صقر بضرورة التأكيد على وجوب وضع رؤى واضحة قبل تنفيذ أي خطة لضمان عوامل نجاحها، وبالتالي ينبغي أن تكون هناك رؤية واضحة للجامعات أيضاً، بالإضافة إلى وجوب إلزامية التنمية المستدامة، مشيراً إلى ما يعترض عملية الابتكار من عقبات، حيث أوضح صقر أنها تتمثل في العامل البشري، وبمجرد التغلب على هذه العقبة فبوسعنا تصدر أي تصنيف.
كما أوضح أ. د. اخليف الطراونة أن السعي وراء التصنيف بحد ذاته، ليس بالامرالمهم، بقدر العمل على تحسين مستوى جودة منظومة التعليم، مشيراً إلى أن هناك بعض الجامعات تركز على الفخامة والمظهر، أكثر مما تهتم بالمحتوى العلمي، وهو ما لم يلحظه في جامعات دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قطعت الدولة شوطاً طويلاً في مسعاها لوضع رؤية بعيدة المدى.
ونوه الطراونة إلى أنه يتعين أن تُبنَى مؤسسات التعليم العالي على التخطيط السليم، وعلى الجامعات أن تضع في صدارة أولوياتها، بناء مؤشرات الأداء الرئيسية، الاستثمار في البحث العلمي، تقديم برامج تدريبية، تعزيز الكليات والإدارات الجامعية المختلفة، وتحفيز الطلبة على الابتكار، وأن تقوم التقنية بدورها في تعزيز ذلك.
وتحدث د. محمد عبد الله البيلي عن مكانة جامعة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها واحدة من المؤسسات الرائدة في الدولة، مؤكداً على دورها في تعزيز ملكة الابتكار لدى طلابها، كما أنها أدرجت في تخصاصتها أقساماً مختلفة لتلبية حاجة قطاعات التعليم، النقل والمواصلات، الخدمات الصحية، التكنولوجيا، المياه، الطاقة المتجددة، والفضاء، مشيراً إلى تأسيس لجنة مخصصة لهذا الغرض، تقوم على بناء القدرات والبحث العلمي في القطاعات السبعة.
وأكد البيلي أن جامعة الإمارات العربية المتحدة، احتلت الصدارة في البحث العلمي وطرح الأوراق العلمية بالتنسيق مع عدد من أكبر الجامعات العالمية، مشيراً إلى توقع حدوث طفرة في هذا الاتجاه خلال السنوات المقبلة، حيث أن جامعة الإمارات قد أبرمت اتفاقيات شراكة مع شركات وجامعات رائدة حول العالم لتزويد طلابها بالخبرات التي يحتاجون إليها في مختلف المواد الدراسية.
واختتم البيلي حديثه بالتأكيد على حاجة الجامعات إلى الاستماع إلى أراء طلابها، مشيراً إلى أن طلاب اليوم ينتمون إلى الجيل الرقمي، وبالتالي فالجامعات بحاجة إلى التعامل معهم وفقاً لعقلياتهم، ويتأتى هذا من خلال دعم عمليات التعلٌم الذكي، منوهاً إلى أنه يفخر بأن جامعة الإمارات العربية المتحدة قد سعت إلى تطبيق هذه العمليات في قاعات المحاضرات، كما بدأت الجامعة ببضعة مناهج ذكية وتخطط لرفع عدد هذه المناهج إلى 300 منهج بحلول عام 2021".
وفي نهاية الجلسة توصل الحضور للعديد من التوصيات من بينها، حاجة الجامعات إلى الإضطلاع بدور حاسم في دعم الابتكار، كما يتعين على مؤسسات التعليم تَبَنٍي تقنيات متغيرة، والتي من شأنها المساعدة في بناء المجتمعات المعرفية، ويتعين على المدارس تبني عمليات التعلٌم الذكي، في ظل الحاجة إلى إعادة صياغة الأطر الاستراتيجية للأدوار التعليمية بما يتفق مع إدارة الابتكار.
كما أوصت الجلسة أنه يتعين على الجامعات وضع الابتكار في صدارة أولوياتها، بالإضافة إلى الاستثمار في البحث العلمي، وتقديم برامج تدريبية، وتحفيز الطلبة على الابتكار.