جلسة: نحو عالم أكثر ذكاء
قدرات العصر الرقمي ستكون أداة تحول في العالم العربي
تحت عنوان نحو عالم أكثر ذكاءاً، تحدث عثمان سلطان، الرئيس التنفيذى لشركة الامارات للاتصالات المتكاملة "دو" عن التغيرات المتسارعة فى العالم الرقمى ومدى تأثيرها علي المواطنين فى الوطن العربى بشكل عام وعلى مدينة دبى التى تسعى لأن تصبح مدينة ذكية بشكل خاص..
وأشار سلطان خلال الجلسة التي أقيمت فى إطار فعاليات اليوم الأخير من القمة الحكومية المقامة في دبي إلى استمرار وجود تخوف من التغير رغم أن العالم لم يتوقف يوماً من التغير، ويكفى أن ننظر إلى دبي ودولة الإمارات بشكل عام لنعرف أن التغيير السريع يمكن أن يعطى نتائج ساطعة كالتي حققتها هذه الدولة على مدى العقود الثلاثة الماضية."
وأشار عثمان إلى سرعة التطورات في العالم الرقمى، حيث قال: تشهد الإنترنت خلال كل دقيقة واحدة إرسال ٢٠٤ ملايين رسالة الكترونية، وبث أكثر من مليون تغريدة كما تتم مشاهدة ١.٣ مليون فيديو علي يوتيوب وتحميل ١٠٠ ساعة من الفيديو علي نفس الموقع، مما يجعل إنتاج الفيديو خلال اسبوعين أكثر من إنتاج هوليوود وبوليوود معا من حيث الكم وليس الكيف.
وقال من المتوقع أن يتواصل نمو هذه الأرقام، بحيث أنه مع حلول عام 2015 قد يحتاج المرء إلى خمس سنوات للتمكن من مشاهدة المحتوى الذي يتم تحميلة على الانترنت خلال ثانية واحدة. وأشار أن التطورات الجارفة في العالم الرقمى أعطت البشر قدرات جديدة للقيام بأمور لم يكن من الممكن القيام بها، بحيث أصبحوا قادرين على التعامل مع مكان عملهم بشكل مختلف والقيام بأشياء كثيرة من خارج منازلهم ومكاتبهم، مضيفاِ أن النظم الجديدة للأعمال تطرح أسئلة جديدة تشمل ما إذا كنا بصدد مشاهدة بروز حضارات جديدة.
واشار عثمان إلى أن الثورة الرقمية غيرت المعادلة التقليدية لمنظومة الاتصال، بحيث أصبح المستخدم منتجا للمحتوى كما يتمتع بقدرات اتصال فريدة، وأوضح بقوله: "يمكن لأي فلاح في أقاصي العالم يمتلك هاتفاً محمولاً أن يتمتع بنفس مستوى قوة الاتصال التي كانت متاحة لرئيس أمريكا منذ 25 عاما، أما إذا كان يمتلك هاتفاً ذكياً فيكون لديه قوة الاتصال التي توفرت للرئيس الامريكي منذ 15 عاما".
وأوضح أن استخدام الانترنت تطور من اعتبارها أشبه بمكتبة للحصول على المعارف والمعلومات في منتصف التسعينات، إلى منصة للتجارة والمعاملات التجارية في عام 2000، وإلى منصة للتواصل في عام 2005. وقال أن الانتشار الزائد سيدفع الناس لأن يصبحوا أكثر انتقائية. فمنذ عشر سنوات لم يكن لدينا سوى 4 أو 5 قنوات تلفزيونية، أما اليوم فإن هناك مئات القنوات من جميع انحاء العالم، لكن المرء في النهاية يقوم بإيجاد قائمة خاصة به تضم عدداً محدوداً من القنوات التي يرغب بمتابعتها. ولهذا ستكون هناك نظم جديدة تساعد الانسان على التواجد في هذا الكون المتسع باستمرار"
وقال "قد يكون الابتكار وليد الحاجة، أو نتيجة أبحاث وعمليات استكشاف أو وليد الصدفة. وأنا اعتقد ان الكثير من الابتكارات التي ستغير عالمنا إلى مدن وحكومات ذكية قد تأتي عن طريق الصدفة قبل أن يقوم الإنسان بتطويعها لخدمة احتياجاته". وضرب مثلا على ذلك بشبكة الفيسبوك التي غيرت مفهوم التواصل الانساني وكيف أنها بدأت في الاساس بمحض الصدفة وتطورت وفقا لاحتياجات مستخدميها عبر العالم.
وأضاف "ستعمل المدن غدا بالاعتماد على شبكات من أجهزة الاستشعار، وسيتطلب ذلك توافر المعلومات وتمكين التطبيقات التي غالبا ما يقوم بانشائها المواطنين أنفسهم – وليس الحكومات أو شركائها من القطاع الخاص – وذلك لان لديهم المعلومات الكافية عن الاحتياجات"
وحدد عثمان عوامل منظومة المدينة الذكية في وجود البنية التحتية الذكية، الإدارة الذكية أو الحكومة الذكية والمحتوى المعلوماتي الأساسي بالإضافة إلى المواطن المتفاعل. وأشار إلى أن المدن الذكية والوفرة المعلوماتية ستؤدي أيضا إلى ظهور أنماط جديدة للعلاقة بين الفرد ومجتمعه، مدرسته، وعلاقته مع حكومته، حيث سنرى طرقاً جديدة لتفاعل المواطنين مع حكوماتهم وبروز أنماط حوكمية جديدة.
وشدد عثمان على عدة شروط رئيسية لتعظيم الاستفادة من تغييرات هذا العالم الرقمي، بما فيها التوازن بين الانفتاح والتحكم، الخصوصية والتواصل، بين ملكية فكرية والانتشار.
واختتم عثمان حديثه قائلا: "مع كل التحديات المحيطة، لدي ايمان راسخ بان قدرات العصر الرقمي ستكون أداة تحول في العالم العربي، وأنه بما يوفره من إمكانات سيكون أداة في يد الاجيال العربية الشابة، فهذه الاجيال لن تنتظر أحدا وستتحرك إلى مستقبل حافل بالفرص"