English

تبني جودة الحياة النفسية أولوية وطنية لحكومات العالم

29 مارس 2022


شارك المقالة
Facebook
Twitter
LinkedIn

أكد تقرير معرفي بعنوان «جعل جودة الحياة النفسية أولوية وطنية»، أَعدته القمة العالمية للحكومات، بالشراكة مع شركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، أهمية تبني حكومات ودول العالم، جودة الحياة النفسية، وجعلها أولوية وطنية للمرحلة المقبلة، وضرورة تكثيف الجهود العالمية، ودمج مبادرات الصحة النفسية الشاملة في خدمات الصحة العامة بحلول عام 2025.

وذكر التقرير أن منظمة الصحة العالمية، حددت عام 2018، مفهوم جودة الحياة النفسية الجيدة، على أنه «حالة من المستويات النفسية، يدرك فيها الفرد قدراته الخاصة، ويمكنه التعامل مع ضغوط الحياة العادية بمرونة عالية، ويمكنه العمل بشكل أكثر إنتاجية وقدرة على تحقيق المساهمة والفاعلية في مجتمعه».

وأوضح أن تحسين جودة الحياة النفسية لأفراد المجتمع، أصبح مسألة مرتبطة بالمصلحة العامة، مشيراً إلى أن «جائحة «كوفيد 19»، تسببت بأزمة صحة نفسية غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم، وسط عمليات الحظر والإغلاق، وإجراءات التباعد الاجتماعي، وفقدان الوظائف، والتعليم عن بعد، والتحول المفاجئ إلى العمل عن بعد.

حيث باتت مشاعر الوحدة والقلق وفقدان الثقة بالنفس، تحدياً يجب على الحكومات تكثيف الجهود لمقاومته، وإيجاد الحلول المناسبة للارتقاء بجودة حياة الأشخاص من جميع الأعمار، والذين كانوا يعتبرون أنفسهم سابقاً «طبيعيين» من الناحية النفسية».

وأكد محمد يوسف الشرهان نائب مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن مؤسسة القمة العالمية للحكومات، رسّخت موقعها العالمي، منصة معرفية لتصميم المستقبل، ومؤسسة بحثية لاستشراف المتغيرات التي ستحدد معالم المستقبل في المدى المتوسط والبعيد، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات، ما يسهم في تحسين حياة الناس والمجتمعات البشرية.

وقال الشرهان: إن تقرير «جعل جودة الحياة النفسية أولوية وطنية»، بالشراكة مع شركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، يركز على ضرورة تعزيز العمل الحكومي، والمبادرات الداعمة للارتقاء بجودة الحياة النفسية للأفراد والمجتمعات، وأهمية الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة في تصميم السياسات، وإطلاق المبادرات المستقبلية، التي تسهم في تحقيق الأهداف الحكومية.

تأثير الجائحة

من جهته، قال هاميش كلارك، المدير المسؤول عن الصحة النفسية في بي دبليو سي الشرق الأوسط: «كل عام، يفقد الاقتصاد العالمي حوالي تريليون دولار من الإنتاجية، بسبب الأمراض النفسية، ولقد سرعت الجائحة هذا التأثير».

مشيراً إلى أنه من خلال الورقة البحثية بالشراكة مع مؤسسة القمة العالمية للحكومات، تم تقديم مجموعة من التوصيات الهامة للحكومات، بشأن إنهاء الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالصحة النفسية في مكان العمل، وبناء مجتمعات قادرة على الصمود.

وقالت لينا شديد، المدير المسؤول عن قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط، بي دبليو سي الشرق الأوسط: «إن تضمين تدابير الصحة النفسية في السياسات المختلفة عبر القطاع الحكومي، من خلال نهج شامل، يربط بين الحفاظ على الصحة البدنية والنفسية معاً، له أهميته في الحد من الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالصحة النفسية.

كما يعمل على زيادة الوعي، ويعطي صوتاً لمن يعانون في صمت». وبحسب التقرير، فإن جائحة «كوفيد 19»، أثرت في جوانب عدة في الصحة النفسية في جميع أنحاء العالم. حيث تأثرت صحة خط الدفاع الأول النفسية خلال الجائحة، وانفصل كبار السن عن أطفالهم، بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي.

وأوضح التقرير، أنه على المدى القصير، أدى الاضطراب الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن «كوفيد 19»، إلى تعطيل أو إيقاف خدمات الصحة النفسية الحرجة في 93 ٪، من أصل 130 دولة، شملتها الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية، بين يونيو وأغسطس 2020. حيث أجبر الوباء مجتمع الصين..

كمثال، على مواجهة تحديات الاكتئاب والقلق والوحدة، والتي غالباً ما تم تجاهلها في الماضي، بسبب انتشار الجهل والصورة النمطية حول معالجة الصحة النفسية.

سياسات مبتكرة

وأكد التقرير أن التأثير المستمر للجائحة، يجب أن يشكل حافزاً للحكومات وصناع القرار، لتطوير وتنفيذ سياسات مبتكرة، يمكنها تحسين جودة الحياة النفسية، عبر جميع قطاعات المجتمع.

وأشار التقرير إلى أن الوعي بقضايا الصحة النفسية، ازداد في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً بين الشباب. ووجد استطلاع الشباب العربي لعام 2019، أن 31 ٪ من الشباب العرب، يعرفون شخصاً مصاباً بمشكلة تتعلق بالصحة النفسية.

وقال إنه في دولة الإمارات، نظم «البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة»، حملة في أبريل 2020، لتقديم دعم الصحة النفسية لكافة أفراد المجتمع، ومساعدتهم على التغلب على الأثر النفسي للجائحة، من خلال خط ساخن، لتوفير المساعدة الفورية للمتصلين، ومناقشة حالتهم من قبل متخصصين وخبراء نفسيين، فيما تهتم السعودية بالدعم الاجتماعي والنفسي لمساعدة الأشخاص على التعامل مع المشاعر السلبية، من التوتر والقلق الناجمين عن جائحة «كوفيد 19»، عبر خدمة الرعاية الصحية عن بُعد، المخصصة.

ودعا التقرير إلى أهمية إدراك تأثيرات الخدمات الرقمية الجديدة في الصحة النفسية للأفراد، لافتا إلى إمكان «تسخير التقنيات الرقمية كعامل تمكين للصحة النفسية الإيجابية»، حيث أظهر «كوفيد 19» بشكل كبير، كيف يمكن أن تساعد تطبيقات «زووم» و«سكايب» وتقنيات اتصالات الفيديو، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، في الحفاظ على تواصل الناس.

>

› الاقتصاد العالمي يفقد تريليون دولار سنوياً بسبب الأمراض النفسية

› تداعيات «كورونا» عطلت خدمات الصحة النفسية الحرجة 93 ٪ في 130 دولة

› توظيف التقنيات الرقمية كعامل تمكين للصحة النفسية الإيجابية

› الوعي بقضايا الصحة النفسية ازداد في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً بين الشباب

 

مصدر:البيان