القمة الحكومية تعتمد أجندة تفاعلية تتمحور حول الريادة في الخدمات الحكومية وإسعاد المتعاملين
أكد معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة المنظمة للقمة الحكومية التي ستعقد في العاشر من فبراير المقبل أن القمة اعتمدت أجندة غنية بالموضوعات الحيوية تتمحور في مجملها على الريادة في الخدمات الحكومية وتتلائم مع توجهات المرحلة المقبلة خاصة فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للمواطنين وما يحقق السعادة للمتعاملين.
وأضاف أن أجندة الدورة الثانية للقمة الحكومية قد استلهمت موضوعاتها من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" لمستقبل الخدمات الحكومية التي ترتبط بشكل رئيس باحتياجات المتعاملين الحالية والمستقبلية، وسبل الاستفادة من التكنولوجيا والخدمات الذكية، وخبرات شركات الطيران والفنادق وتجارب القطاع الخاص لتحقيق الريادة في تقديم الخدمات الحكومية والوصول من خلالها إلى إسعاد المواطنين وتلبية احتياجاتهم.
وقال أن اللجنة المنظمة للقمة عمدت إلى اختيار باقة متناغمة من المواضيع في سلسلة من الجلسات الحوارية النقاشية والتفاعلية المباشرة وغير التقليدية التي تجمع بين متحدثيها عدد من القيادات وكبار الشخصيات والوزراء والمسؤولين الحكوميين والمدراء التنفيذيين من القطاع الخاص ونخبة من الخبراء والمفكرين من مختلف دول العالم، للتمكن من إيجاد صيغ تطوير مناسبة في مجال الخدمات الحكومية ونقل الخبرات والمعرفة إلى جميع الدول المشاركة.
وشدد معاليه على أهمية الاستفادة من الزخم الكبير والصدى الإيجابي التي أحدثته الدورة الأولى في العام 2013 الماضي والبناء على ذلك لترسيخ مكانة القمة الحكومية كمنتدى عالمي حكومي لأفضل الممارسات، وملتقى سنوي لتبادل الخبرات، وتجمع معرفي دولي لمناقشة أفضل السياسات وآخر التطورات في مجال رفاهية وتقدم وخير الشعوب بشكل عام وشعب دولة الإمارات بشكل خاص لينعم المجتمع بمستوى ونوعية حياة جديدة أكثر جودة.
:التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية على رأس الأولويات
وتشكل القمة الحكومية من خلال أجندتها النوعية إضافة حقيقية من حيث المواضيع التي تطرحها وتناقشها، حيث ستعمل على استعراض التجارب الدولية الرائدة وتركز على القطاعات الحيوية التي تعتبر من الملفات المهمة، والتي تحتاج إلى الابتكار والتجديد في الإدارة والخدمات الحكومية، بما يسهم بتحقيق الاستفادة القصوى وتعميم المعرفة.
ويأتي التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية في مقدمة محاور أجندة القمة باعتبارها من أكثر القطاعات ارتباطاً بالمتعاملين ومن الموضوعات الأساسية التي تمس حياتهم.
فتحت عنوان "مواكبة العصر المعرفي.. خدمات التعليم المستقبلية" تستعرض القمة أهم التوجهات العالمية في استخدام التكنولوجيا لتطوير التعليم، بالإضافة الى تحديد أهم الفرص والتحديات التي تواجه التعلم الذكي ليتماشى مع متطلبات العصر، مع التأكيد على أن التقدم في مجال التكنولوجيا والتنافس المتزايد على فرص العمل أدى إلى إبراز أهمية بناء اقتصاد قائم على المعرفة، ما وضع التعليم على أولوية جداول أعمال الحكومات في جميع أنحاء العالم.
ويحظى القطاع الصحي بأهمية خاصة على قائمة أجندة القمة الحكومية التي تناقش آليات توفير خدمات صحية فعالة، ومستقبل هذه الخدمات في ظل التقدم التكنولوجي وما يوفره من فرص للاستفادة من البيانات والمعلومات والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية لتوفير خدمات صحية أفضل.
وفي مجال الخدمات الاجتماعية وفرص تطويرها ستسلط القمة الضوء على النماذج المبتكرة التي طورتها الحكومات لتعزيز جودة الخدمات الاجتماعية التي طورتها الحكومات لتعزيز جودة الخدمات الاجتماعية وتسهيل الوصول إليها، كما تبحث الميزات والموارد المتاحة لتحسين الخدمات والاستفادة من الطاقات الكامنة التي تمتلكها المنطقة.
:خدمات رائدة في مدن عالمية
وتناقش القمة ضمن جلساتها، الخدمات في المدن العالمية والرؤى المستقبلية لتقديمها في عدد من المدن الرائدة مع تحديد أهم الأهداف لتحقيقها وكيفية مواجهة التحديات والتغلب عليها، كما تستعرض سمات مدن المستقبل الذكية.
وتستأثر المواصلات والتنقل الذكي وتحديد معالم مدن المستقبل باهتمام القمة، حيث خصصت جلسة لمناقشة موضوع تأثير التنقل الذكي على جودة الحياة وتقديم الخدمات والقدرة التنافسية والإنتاجية للمدن، وذلك من خلال تسليط الضوء على أحدث التوجهات والابتكارات في مجال البنية التحتية الذكية وأثرها على التنقل.
:محاكاة شركات الطيران والفنادق والمصارف في تقديم خدمات حكومية مميزة
ونظراً إلى تميز شركات الطيران في تقديم الخدمات فقد خصصت القمة ضمن أجندتها جلسة لمناقشة ما الذي يمكن أن تتعلمه الحكومات من شركات الطيران؟"، وأهم الآليات التي يمكن للقطاع الحكومي أن يتبناها لتقديم خدمات حكومية فعالة تحاكي مثيلاتها في الجودة والكفاءة كما الحال في شركات الطيران.
وللاستفادة من الخدمات التي يقدمها القطاع المصرفي في تطوير العمل الحكومي ، خصصت القمة جلسة حول تقديم الخدمات الحكومية بمعايير مصرفية، تبحث من خلال الحوار مع المدراء التنفيذيين لمؤسسات مصرفية رائدة الأدوات الرئيسية والأساليب المبتكرة في القطاع المصرفي والاستفادة منها لتصميم وتقديم تجارب ترتكز على المتعاملين مع القطاع الحكومي.
وحرصت القمة الحكومية على الاستفادة من اسلوب القطاع الفندقي في تقديم خدمات "مرحابة" للمتعاملين وتوظيفها وكيفية توظيفها في القطاع الحكومي، حيث تشكل خدمة المتعاملين والعناية بهم العنصر الرئيس في رسالة المؤسسات الفندقية، وتستعرض القمة في جلسة يشارك بها نخبة من المدراء التنفيذيين في مؤسسات ضيافة عالمية يناقشون خلالها ثقافة الخدمة المرتكزة على المتعاملين وكيفية تكييفها في الجهات الحكومية لتصبح مرحابة كالفنادق بمستوى "خمسة نجوم".
وتواصل القمة بحثها عن سر إسعاد المتعاملين، لتبين أنه استجابة للتوقعات المتزايدة من المتعاملين والرغبة في المنافسة العالمية، تسعى الحكومات الى تصميم وتقديم خدمات حكومية تضاهي تلك التي تقدم في القطاع الخاص الذي أصبح مثالاً يحتذى من حيث جودة الخدمات.
:التحول من " الإلكترونية" إلى " الذكية"
وفي مجال" الحكومة الذكية، تستعرض القمة في جلسة خاصة أهم الدروس المستفادة من حكومات عالمية في مسيرتها للتحول من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية، بالإضافة إلى الفرص والتحديات لتفعيل هذا النمط الجديد في الإدارة الحكومية.
وتؤكد القمة على دور التكنولوجيا في جودة تقديم الخدمات لتدرج ضمن أجندتها جلسة حول خدمات المستقبل لتبرز دور التكنولوجيا في تطور الخدمات عالمياً وقيام الحكومات والمؤسسات الخاصة بالعمل على طرق جديدة ومبتكرة لاستخدام التكنولوجيا للإرتقاء بمستوى الخدمات والقيام بشراكات بين القطاع الحكومي والخاص للوصول إلى خدمات ذات قيمة للمتعاملين.
:تجارب عالمية وتعاون إقليمي
كما تستعرض القمة الحكومية تجارب عالمية عنالابتكار في الخدمات الحكومية بتناول بعض النماذج من تجربة أمريكا اللاتينية، كما تتناول تجارب الدول الرائدة في وضع السياسات الرامية إلى إسعاد المواطنين، ووضع أطر عمل تستفيد منها الحكومات لتحقيق غايتها ودورها الأساسي والمحوري، كما تناقش القمة كيف يكون تحقيق السعادة للمتعاملين مفتاحاً لنجاح الحكومات عبر تعزيز وتحسين جودة حياة المواطنين.
:نافذة على المستقبل
وتفتح القمة الحكومية عبر جلساتها نافذة استشرافية على المستقبل، لتنقل المشاركين خلالها من صناعة الحاضر إلى بناء المستقبل وما يتطلبه ذلك من أدوات ذكية فعالة لمواكبة المتغيرات والتحولات التي ستطرأ على العمل والبيئة الحكومية في المستقبل القريب والبعيد، بما في ذلك ارتفاع سقف المنافسة والتحدي على مختلف الجوانب الحياتية وارتفاع طموحات المجتمعات، ما يحتم على الحكومات تعزيز مقدراتها وإمكانياتها واستراتيجياتها لمواجهة التحديات من خلال الريادة في الأفكار والتوجهات والاستراتيجيات المستقبلية.
وتتوسع أجندة القمة الحكومية لهذا العام لتضم العديد من المواضيع والمحاور التي تتناولها عبر الجلسات بأساليب مبتكرة غير مسبوقة .
:الأكبر من نوعها في العالم
وتشهد الدورة الثانية للقمة الحكومية التي تعد الأكبر من نوعها في العالم، مشاركة ما يزيد عن 3500 شخصية من قيادات القطاع الحكومي والخاص من عدد كبير من دول العالم بالإضافة لمجموعة من المنظمات الدولية الرئيسية ونحو 60 شخصية من كبار المتحدثين في الجلسات الرئيسية والتفاعلية إلى جانب عدد كبير من كبار الخبراء والأكاديميين والممارسين في المجالات الإدارية والعلمية والمتخصصين في السياسات الحكومية.
وكانت القمة الحكومية قد وقعت منذ أيام إتفاق شراكة استراتيجي مع المنتدى الاقتصاد العالمي، فيما نجحت بمواصلة شراكاتها المعرفية والاستراتيجية مع عدد من المؤسسات والهيئات العالمية مثل هيئة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وكذلك على المستوى الوطني بمواصلة شراكتها مع كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية كشريك معرفي، ونظراً للصدى الإيجابي الذي أحدثته القمة في دورتها الأولى فقد تمكنت من استقطاب شراكات معرفية وطنية وعالمية جديدة حيث انضمت جامعة الإمارات الى قائمة شركاء القمة كشريك معرفي.