English
s

تراجع الإرهاب في الدول الأكثر تأثراً به

Terorrists

تشير عناوين الأخبار العالمية إلى الارتفاع المتواصل لمخاطر الإرهاب، إلا أن الواقع بيبّن انخفاض عدد ضحايا الحوادث المتعلقة بالإرهاب.

 

وبيّنت أحدث تقارير مؤشر الإرهاب العالمي، الذي يُعدّه معهد الاقتصاد والسلام، أنّ عدد الضحايا بلغ 25,673 في عام 2016، بانخفاض بنسبة 22% عن عام 2014. 

 

ويفيد التقرير بأنّ هذا الرقم يشكّل نقطة تحولٍ في الحرب على الإرهاب المتطرف، حيث سجّلت عشر دول انخفاضا بلغ 7,348 في معدل الضحايا.

 

وانخفض عدد ضحايا الإرهاب المنسوب إلى تنظيم "بوكوحرام" في نيجيريا بنسبة 80% في عام 2016.

 

كما شهدت أفغانستان وسوريا وباكستان انخفاضاً في مستوى الإرهاب، رغم أن هذه الدول، بالإضافة إلى العراق، ضمت ثلاثة أرباع العدد الإجمالي لضحايا الإرهاب.

 

تقارير متضاربة

 

ارتفع عدد ضحايا الإرهاب المنسوب إلى ما يسمى بتنظيم داعش على الصعيد العالمي بنسبة 49% في عام 2016. وشكّل عدد الضحايا في العراق 40% من هذه الزيادة.

 

وعلى الرغم من انخفاض العدد الإجمالي للهجمات، إلا أنّ عدداً أكبر من الدول عانت من وفاةٍ شخص واحد على الأقل نتيجة للإرهاب، وهو معدّل أكبر من أيّ وقتٍ مضى خلال الـ17 عاماً الماضية، حيث عانت دولتان من كلّ ثلاث دولٍ في المؤشر، أي 106 من أصل 163 دولة، من هجمة إرهابية واحدة على الأقل.

 

ويشير التقرير إلى أنّ أمريكا الشمالية هي المنطقة الوحيدة التي شهدت تراجعاً في تأثير الإرهاب منذ عام 2002.

 

يدعم بحثٌ أجرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية وجهة النظر هذه، حيث يقول:

 

"يسجّل العدد الأكبر من الضحايا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا... وما لا شك فيه أن البيانات تشير إلى أن الوفيات المرتبطة الإرهاب ما تزال نادرة في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، مقارنةً ببقية مناطق العالم".

 

ويبين المؤشر أنّه خلال الـ15 عاماً الماضية، شهد جنوب آسيا النسبة الأكبر من النشاط الإرهابي، في حين كانت أمريكا الوسطى والشمالية الأقل تأثراً به. وعانت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكبر ارتفاعٍ في مستوى الإرهاب، حيث شكّل المدنيون والممتلكات الخاصة أكثر الأهداف شيوعاً، وزادت الهجمات ضد المدنيين بنسبة 17% من عام 2015 إلى عام 2016.

 

إلا أنّ الحكومات والصحفيين في أمريكا الوسطى ودول الكاريبي أكثر عرضةً للخطر، بينما تُستهدف الشركات والمؤسسات الدينية في أمريكا الشمالية بالقدر ذاته الذي يستهدف فيه المدنيون.


المصدر: "شاترستوك"

 

الجرائم الماضية تشكّل النسبة الأكبر من الوفيات

 

شهدت دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نحو 10,000 ضحية مرتبطة بالإرهاب بين عامي 1970 و2016.

 

ولكن، في حين تركز وسائل الإعلام في الديمقراطيات الغربية غالباً على تهديد تنظيم داعش، فإنّ عدد الضحايا المرتبط بالإرهاب ارتفع بنسبة 0.1% فقط بين عامي 2010 و2016، حيث وقع أكثر من نصف ضحايا الإرهاب، أي 58%، قبل عام 2000 نتيجة النزاعات الانفصالية في ايرلندا الشمالية وإسبانيا.

 

ما يزال تنظيم داعش في المركز الرابع بين المجموعات الأكثر فتكاً التي تنشط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ويُنسب إليه 4.7% من ضحايا الإرهاب في دول المنظمة منذ عام 1970.

 

بينما تسبب الجيش الجمهوري الايرلندي ومنظمة "إيتا" بوفاة أكثر من 2,450 شخصاً، أي 26% من إجمالي ضحايا الإرهاب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال تلك الفترة.

 

العناوين الرئيسية للأخبار

 

ويعتبر خطر القتل أكبر بكثير في الدول المتأثرة بالنزاعات، حيث بلغ معدّل الوفيات 2.4 ضحية في الحادثة الواحدة عام 2016، مقارنة بـ 1.3 في مناطق أخرى.

 

وتدعم نتائج المؤشر آراء النقّاد بشأن وسائل الإعلام الغربية، الذين أشاروا إلى أن وكالات الأنباء باتت مهووسةً بالإرهاب على الصعيد الداخلي، بينما تتجاهل أخبار الهجمات الواقعة في مناطق أخرى.

 

كما بيّن المؤشر العالمي أنّ تنظيم داعش على وشك مواجهة هزيمة عسكرية شاملة في العراق وسوريا، ويقّدر انخفاض عائداته من 81 مليون دولار أمريكي شهرياً في عام 2015 إلى 16 مليون دولار أمريكي شهرياً في عام 2016.

 

وعلى الرغم من تراجع قدرة التنظيم على شنّ الهجمات، إلا أن المؤشر يدل على تزايد الخطر عند عودة مقاتلي تنظيم داعش إلى دولهم من مناطق النزاعات.

 

تحذير إلكتروني

 

يحتوي التقرير على تحذير موجه لصانعي القرار في جميع أنحاء العالم، يتعلق بتهديدات التكنولوجيا على مجتمعاتنا، ويقول مؤلفوه: "لقد تغيرت طبيعة القوة، ومن يمتلكها".

 

وأضافوا: "أصبح بإمكان الأفراد والدول الصغيرة والإرهابيين والمجرمين أن يتسببوا بتأثير أكبر من حجمهم في الفضاء الإلكتروني".

 

ويشير التقرير إلى تآكل الضوابط والتوازنات التقليدية: "يتم التلاعب بالبشر على نطاق عالمي من خلال الأخبار الكاذبة و’تويتر‘ ووسائل التواصل الاجتماعي، مع تراجع سلطة ونفوذ الصحافة الحقيقية والكتب".

 

وينبغي فهم هذا التهديد بالتحديد من قبل الأجيال الشابة، إذ "يفقد التاريخ توجهه مع تكشّف فصوله. فلم يعد بوسع دولةٍ أو فرد في العلاقات الدولية فرض سلطة سياسية أو أخلاقية كافية للتأثير على جيل الألفية الجديد، الذي يؤمن أن 19% من الأشخاص فقط جديرون بالثقة".

 

"لا عجب أنّ المتطرفين يكتسبون قاعدة شعبية في عالم يعاني من هذه النسبة غير المسبوقة من انخفاض الثقة الاجتماعية".